حكاية الراجل اللي باع الترومواي و قصة اظرف نصاب .. اصل قصة فيلم العتبة الخضراء
أشهر وأظرف نصاب .. الرجل الذى باع الترامواى
خرج من السجن هذا الإسبوع ( وقت كتابة المقال سنة 48 )الرجل الذى باع الترام ..
اسمه رمضان أبو زيد العبد وعمره 27 سنة ، وقد وصل إلى مرحلة التعليم الثانوى ثم غادر المدرسة ليستغل مواهبه فى .. بيع الترام لقروى ساذج
وقد روى التفاصيل كاملة لأول مرة .. كانت له حوادث نصب سابقة لكن حادث الترام هو العمل الفنى الأكبر فى حياته ، وهو يتحدث عنها الأن بإبتسامة تعلو شفتيه ، تجعلك تشك أنه سيتبعها بروائع فنية آخرى .. وحين يرى الشك باديا عليك يقول لك : خلاص بقى يعنى ح عمل إية .. أبيع البحر ؟؟
ويروى بعد ذلك تفاصيل الحادث فيقول انه كان يركب الترام رقم 30 من شارع القصر العينى ، ووقف إلى جواره أحد القرويين ، فنظرت إليه ووزنته وعرفت أنه سهل .. فأعطيته سيجارة وبدأنا الحديث ، وفهم رمضان منه أنه جاء ليبحث عن عمل لأنه لم يجد فى بلده عملا يليق به .. وفهم أيضا أنه قدم إلى القاهرة يحمل المال الذى يمكنه من البدء فى العمل ..
ويقول رمضان : ووجدت الفرصة سانحة وبدأت أعرض عليه أعمالا مختلفة ولا شئ منها يروق فى نظره .. وأعطيته سيجارة أخرى ، وأشعلت لنفسى واحدة ثم جائتنى الفكرة سريعة عندما أبدى ملاحظة على إزدحام الترام .. فقلت له : هل تشتريه ؟؟
وجاء معى وهو سعيد ومبتهج إلى مكتب محامى ، وكان معى صديق لا داعى لذكر إسمه ، أخذ معى صيغة العقد بدون أن يعرف المحامى صاحب المكتب بالطبع .
وقلت له أنى سأبيعك الترام بمائتى جنية .. فقال ان هذا كثير ..
فقلت له وكان إسمه (حفظ الله سليمان) لولا أنى بلديتك لما بعت لك الترام الناجح بأقل من ألف جنية .. وقال حفظ الله انه ليس معه إلا ثلاثة وثمانون ..
وقلت أنا : وهو كذلك .. نأخذ منك ثمانون ونترك لك ثلاثة وتكتب على نفسك كمبيالة بباقى المبغ وهو 120 جنيها .
وختم الرجل على الكمبيالة المائة والعشرين جنيها .. وخرجنا ليستلم الترام فقد كان متلهفا عليه .
وفى ميدان العتبة انتظرنا حتى جاء الترام رقم 30 ، وكان حفظ الله لا يحسن إلا قراءة الأرقام ، فما أن أبصره من بعيد حتى قال : أهه .
واتجهت انا إلى كمسارى الترام بينما وقف زميلى مع حفظ الله ، واعطيت الكمسارى قرشا وقلت له أن أحد أقربائى القرويين سيذهب معه إلى نهاية الخط ، ولكنه غريب ولا يعرف شيئا ، فلاحظه حتى نهاية الخط ، ثم نبهه إلى النزول .. وقبل الكمسارى وهو يعطينى المليمات الباقية من القرش بعد خصم ثمن التذكرة ، فطلبت إليه أن يبقيها ( الباقى ) فرفع يده يحينى بإحترام .
وكان القروى ينظر إلينا ، وقد حرص زميلى على أن لا يجعله يرى منظر الكمسارى وهو يحيينى
وربت على كتف حفظ الله وقلت له : عند نهاية الخط طالبه بكل المتحصل ، وراقب بنفسك الركاب وهم يدفعون .
وصعد حفظ الله وقلت للكمسارى بمسمع منه : خلى بالك .. وقال الكمسارى : خلاص فهمت .
وابتسم حفظ الله فى إطمئنان فقلت له بمسمع من الكمسارى : تطالبه بجميع الفلوس وإلا نلغى البيع .. وهز حفظ الله رأسه ، ولم يفهم الكمسارى بالطبع فقد ظن الحديث عن صفقه فى البلد .
وما حدث بعد ذلك يعرفه كل الناس ، ففى اخر الخط جاء الكمسارى ليلفت نظر حفظ الله الى النزول ، فطالبه بالحساب .. وتساءل الكمسارى : أى حساب ؟؟
وقال حفظ الله : أه .. فاكرنى عبيط !
وزادت دهشة الكمسارى حين قال له حفظ الله : ألم يقل لى أمامك تطالبه بجميع الفلوس وإلا تلغى اللبيع .. وسأل الكمسارى : أى بيع ؟؟
وقال حفظ الله : الترامواى .. انت ح تنصب على ؟؟ .. وانتهت المناقشة فى قسم البوليس..
ومن سوء حظ رمضان أبو زيد ان البوليس كان يحفظ قائمة سوابقه ، فقبض عليه وتعرف عليه حفظ الله ..ودخل السجن وأمضى فيه سنتين ونصف سنة .
إذا كان بيع الترام بـ ثمانيين جنيها إستوجبت سنتان ونصف سجنا .. فكيف يكون الحال على من باع وطن بأكمله ؟.. كلنا حفظ الله سليمان :)
قام المؤلف جليل البندارى سنة 59 بتحويل الحادث الشهير إلى فيلم سينمائى بإسم (العتبة الخضراء) قام أحمد مظهر بدور النصاب الظريف ، وإسماعيل يس بدور القروى الساذج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق